والرجال والميرة، فعاد الفرنج ونزلوا عليها فأتاهم صلاح الدين وأزاحهم عنها، وقاتل الفرنج أشدّ القتال، وقتل خلق كثير حول عكّة وثارت روائح الجيف وتأذى المسلمون منها وظهرت فيهم الأمراض، ومرض صلاح الدين أيضا فأمر الأطبّاء بمفارقة ذلك الموضع ففارقه، فجاء الفرنج وتمكّنوا من حوالي عكّة وخندقوا دونهم، فكان الفرنج محيطين بالمدينة والخندق محيطا بالفرنج، فعادوهم صلاح الدين وأقام حذاءهم ثلاث سنين حتى استعادها الفرنج سنة سبع وثمانين وخمسمائة، وقتلوا فيها المسلمين وهي في أيديهم إلى الآن.
بها عين البقر وهي بقرب عكّة يزورها المسلمون واليهود والنصارى، يقولون: إن البقر الذي ظهر لآدم، ﵇، فحرث عليه خرج منها، وعلى العين مشهد منسوب إلى عليّ بن أبي طالب.
[عين جارة]
ضيعة من أعمال حلب، قال أبو عليّ التنوخي: إن بين عين جارة وبين الكوبة وهي قرية أخرى حجرا قائما، فربّما وقع بين الضيعتين شرّ فيكيد أهل الكوبة بأن يلقوا ذلك الحجر القائم، فكلّما وقع الحجر خرج نساء عين جارة ظاهرات متبرّجات لا يعقلن بأنفسهن في طلب الرجال، ولا يستحين من غلبة الشهوة إلى أن يتبادر رجال عين جارة إلى الحجر يعيدونه إلى حاله، فعند ذلك يتراجع النساء إلى بيوتهن، وقد عاد إليهن العقل والتمييز باستقباح ما كنّ عليه.
وهذه الضيع أقطعها سيف الدولة أحمد بن نصر البارّ، وكان أحمد يتحدّث بذلك، وكتب أيضا بخطّه.
عين الشّمس
مدينة كانت بمصر محل سرير فرعون موسى بالجانب الغربي من النيل، والآن انطمست عمارات فرعون بالرمل وهي بقرب الفسطاط. قالوا: بها قدّت