للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبر بهذا كلّه الحافظ ابن النجّار شيخ المحدّثين ببغداد وقال: شاهدت العين وشربت من مائها، وزرت مشهد الشيخ هناك فوجدت روحا تامّا.

[ايلابستان]

قرية بين اسفرايين وجرجان، من عجائبها ما ذكره صاحب تحفة الغرائب ان بها مغارة يخرج منها ماء كثير ينبع من عين فيها، فربّما ينقطع ذلك الماء في بعض السنين أشهرا، فإذا دام انقطاعه يخرج أهل القرية من الرجال بأحسن ثيابهم والدفوف والشبابات والملاهي إلى تلك العين، ويرقصون عندها ويلعبون، فإن الماء ينبع من العين ويجري بعد ساعة، وهو ماء كثير بقدر ما يدير رحى.

[بابل]

اسم قرية كانت على شاطئ نهر من أنهار الفرات بأرض العراق في قديم الزمان، والآن ينقل الناس آجرّها. بها جبّ يعرف بجبّ دانيال، ، يقصده اليهود والنصارى في أوقات من السنة وأعياد لهم. ذهب أكثر الناس إلى أنّها هي بئر هاروت وماروت، ومنهم من ذهب إلى أن بابل أرض العراق كلّها.

ومن عجائبها ما ذكر أن عمر بن الخطّاب سأل دهقان الفلوجة عن عجائب بلادهم فقال: عجائب بابل كثيرة، لكن أعجبها أمر المدن السبع، كانت في كلّ مدينة أعجوبة. أمّا المدينة الأولى فكان الملك ينزلها وفيها بيت، في ذلك البيت صورة الأرض بقراها ورساتيقها وأنهارها، فمتى امتنع أهل بلدة من حمل الخراج خرق أنهارهم في تلك الصورة وغرق زروعهم، فحدث بأهل تلك البلدة مثل ذلك حتى رجعوا عن الامتناع، فيسدّ أنهارهم في الصورة فينسدّ في بلدهم.

والمدينة الثانية كان فيها حوض عظيم، فإذا جمع الملك قومه حمل كلّ واحد معه شرابا يشربه عند الملك وصبّه في ذلك الحوض، فإذا جلسوا للشرب شرب كلّ واحد منهم شرابه الذي كان معه وحمل من منزله.

<<  <   >  >>