للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن عجيب هذه البلدة أن ليس بها زرع ولا ضرع ولا ماء، ولا أمن ولا تجارة ولا صنعة مرغوبة! وأهلها يسكنونها، ولولا حبّ الوطن لخربت.

الرّقّادة

بلدة طيبة بافريقية بقرب القيروان، كثيرة البساتين، ليس بافريقية أعدل هواء ولا أطيب نسيما منها ولا أصحّ تربة! حتى إن من دخلها لم يزل مستبشرا من غير أن يعلم لذلك سببا.

وحكي أن إبراهيم بن أحمد بن الأغلب مرض وشرد عنه النوم، فعالجه إسحاق المتطبّب الذي نسب إليه الاطريفل الاسحقي، فأمره بالتردّد. فلمّا وصل إلى هذا الموضع نام فسمّاه رقّادة، واتّخذ به دورا وقصورا فصارت من أحسن بلاد اللّه. وكان يمنع بيع النبيذ بالقيروان ولا يمنع بالرقادة، فقال طرفاء القيروان:

يا سيّد النّاس وابن سيّدهم … ومن إليه الرّقاب منقاده

ما حرّم الشّرب في مدينتنا … وهو حلال بأرض رقّاده؟

[زكندر]

مدينة بالمغرب من بلاد بربر، بينها وبين مراكش ستّ مراحل، حدّثني الفقيه علي بن عبد اللّه المغربي الجنحاني أنّها مدينة كبيرة مسوّرة، كثيرة الخيرات والثمرات، أهلها برابر مسلمون، بها معادن الفضّة عامّة، كلّ من أراد يعالجها. وهي غيران تحت الأرض، فيها خلق كثير يعملون أبدا. ومن عادة أهل المدينة أن من جنى جناية أو وجب عليه حقّ فدخل شيئا من تلك الغيران، سقط عنه الطلب حتى يخرج منها. وفيها أسواق ومساكن، فلعلّ الخائف يعمل فيها مدّة وينفق ولا يخرج حتى يسهل اللّه أمره.

وذكر أنّهم إذا نزلوا عشرين ذراعا نزل الماء فالسلطان ينصب عليها

<<  <   >  >>