هو زكريا بن محمد بن محمود القزويني يرجع بنسبه إلى أنس بن مالك إمام المدينة وفقيهها المشهور.
ولد في قزوين وإليها نسب، ثم رحل إلى دمشق، وهو شاب، وتولى بعدئذ قضاء واسط والحلة في زمن المستعصم العباسي، آخر خلفاء بني العباس في بغداد، وسقطت بغداد في يد هولاكو المغولي، وهو في ذاك المنصب.
كان عالماً في التاريخ والجغرافية، وكتابه «عجائب المخلوقات» أول كتاب في هذا الموضوع في اللغة العربية بحث فيه في العلوم الطبيعية والسياسية والتاريخية والأدبية.
وآثار القزويني كلها تتصل بعلمي الجغرافية ووصف الكائنات، وكتابه هذا «آثار البلاد وأخبار العباد» يساوي في قيمته كتابه «عجائب المخلوقات»، فقد جمع فيه، كما يقول في مقدمته:«كل ما وقع له وعرفه وسمع به وشاهده من لطائف صنع الله وعجائب حكمته المودعة في بلاده وعباده».
بدأ فيه بالكلام على الحاجة الداعية إلى إحداث المدن والقرى، ثم أخذ يصف المدن التي عرفها من بلاد العرب والفرس والروم والفرنجة، ويذكر تاريخ بناء المدن التي يعرف تاريخ بنائها، ويذكر ما حدث فيها من أمور.
وبين أن لكل قطعة من الأرض خاصة لا توجد في غيرها، وأن الجواهر الكريمة تتولد من الحجارة الصلبة، والزروع من الطين، وتكلم على الإنسان فقال إنه حيوان متساوي الآحاد في الحد والحقيقة، وإنما يختلف كل واحد عن الآخر إما بعلمه أو بصنعته أو بتعبده.