غير أنه لم يكن يدعم أبحاثه بأن للكون خالقاً حكيماً قديراً، وأن الكائنات كلها من صنعه تعالى، على أنه كان يستشهد أحياناً بعبارات دينية كقوله مثلاً:«سبحانه ما أعظم شأنه» وهذه الاستشهادات وإن دلّت على إيمانه بالله تعالى لم تكن أساساً لأبحاثه.
والذي يؤخذ عليه أنه نقل أخباراً وحكايات كثيرة عن الرواة الذين كانوا يوردون الخرافات والمستحيلات دون تمحيص، وكان يقبلها على علاتها ويثبتها دون أن يحكَّم فيها عقله على أنه كان يتخلّص أحياناً من تبعتها بقوله:«والله أعلم».
ومهما كان الأمر فإن القزويني عالم كبير من علماء التاريخ والجغرافية، وكتاباه اللذان ذكرناهما من أفيد الكتب القديمة وأعظمها قيمة وأجمعها للفوائد التاريخية والجغرافية حتى إنه استحق بهما لقب هيرودوت القرون الوسطى، وبلين العرب، وكلا الرجلين مؤرّخ من القرون القديمة يوثق به ويؤخذ بأقواله.