مدينة عظيمة جدّا، بعضها مسكون والباقي مزروع. وهي بأرض الفرنج على نهر يسمّى رين. وهي كثيرة القمح والشعير والسلت والكروم والفواكه.
بها دراهم من ضرب سمرقند في سنة إحدى واثنتين وثلاث مائة، عليها اسم صاحب السكة وتاريخ الضرب؛ قال الطرطوشي: أحسب أنّه ضرب نصر بن أحمد الساماني.
ومن العجائب أن بها العقاقير التي لا توجد إلّا بأقصى الشرق، وانّها من أقصى الغرب كالفلفل والزنجبيل والقرنفل والسنبل والقسط والخاولنجان، فإنّها تجلب من بلاد الهند وإنّها موجودة بها مع الكثرة.
[نيقية]
قال ابن الهروي: إنّها من أعمال استنبول. وهي المدينة التي اجتمع بها آباء الملّة المسيحيّة، فكانوا ثلاثمائة وثمانية عشر. آباء يزعمون أن المسيح كان معهم في هذا المجمع، وهو أوّل المجامع لهذه الملّة، وبه أظهروا الأمانة التي هي أصل دينهم. وفي بيعتها صور هؤلاء، وصورة المسيح على كراسيهم. وفي طريق هذه المدينة تلّ على رأسه قبر أبي محمّد البطال. واللّه الموفق.