للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلّهم حتى تبقى خالية مدّة، ثمّ يأتي يسكنها من لا رغبة له في الحياة. وان وقع في هذه البحيرة شيء لا يبقى منتفعا به، حتى الحطب إذا وقع فيها لا تعمل النار فيه البتّة، وذكر ابن الفقيه أن الغريق فيها لا يغوص بل يبقى طافيا إلى أن يموت، ويخرج من هذه البحيرة حجر على شكل البطيخ يقال له الحجر اليهودي، ذكره الفلاسفة واستعمله الأطباء لحصاة المثانة، وهو نوعان: ذكر وأنثى، فالذكر للرجال والأنثى للنساء.

وبها منزل يعقوب النبيّ، ، وبها جبّ يوسف الصدّيق، وإلى الآن باق، والناس يزورونها ويتبرّكون بها.

وينسب إليها الحواريّون القصّارون؛ قال لهم عيسى، :

من أنصاري إلى اللّه؟ قال الحواريّون: نحن أنصار اللّه.

[أريحا]

مدينة بقرب بيت المقدس من أعمال الأردن بالغور. ذات نخل وموز وسكر كثير، وهي قرية الجبّارين التي أمر اللّه موسى، ، بدخولها، فقال موسى لبني إسرائيل: يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب اللّه لكم، يعني أرض الشام، فخرج موسى من مصر بستمائة ألف مقاتل عازما للشام، فلمّا وصلوا إلى البرية التي بين مصر والشام، بعث موسى اثني عشر نقيبا من كلّ سبط واحدا رسولا إلى الجبّارين، ليعرفوا حالهم، فلمّا قربوا من أريحا تلقّاهم رجل من العمالقة، سألهم عن حالهم فقالوا: إنّا رسل موسى رسول اللّه إليكم. فجعلهم في كمّه كما يجعل أحدنا في كمّه العصافير، وذهب بهم إلى ملك العمالقة ونفضهم بين يديه، وقال: هؤلاء الذين يريدون قتالنا! أتأذن لي أن أطأهم بقدمي أفسّخهم؟ فقال الملك: لا، اتركهم حتى يرجعوا إلى قومهم يعرّفونهم حالنا وقوّتنا وضعفهم. فرجع النقباء وذكروا للقوم ما شاهدوا، فامتنع القوم عن دخول الشام وقالوا: إن فيها قوما جبّارين. وكان

<<  <   >  >>