يا أمير المؤمنين، إني وجدت في القليب سربا، فأتاني آت فأخرجني إلى أرض لا تشبه أرضكم وبساتين لا تشبه بساتينكم، فتناولت منه شيئا فقال لي: ليس هذا أوان ذلك! فأخذت هذه الورقة فإذا هي يواريها الكفّ ويشتمل بها الرجل من شجرة التين. فدعا عمر كعب الأحبار وقال: هل وجدت في شيء من الكتب أن رجلا من أمّتنا يدخل الجنّة ثمّ يخرج؟ قال: نعم وإن كان أنبأتك به! فقال: هو في القوم! فتأمّلهم ثمّ أشار إليه، فجعل شعار بني نمير أخضر من ذلك اليوم.
بها جبل السّمّاق، وهو جبل عظيم من أعمال حلب، يشتمل على مدن وقرى أكثرها للاسماعيليّة. وانّه منبت السمّاق وهو مكان طيّب نزه. من عجائبه أنّه ذو بساتين ومزارع كلّها عذي، فينبت جميع الفواكه والحبوب في الحسن والطراوة كالمسقويّ حتى المشمش والقطن والسمسم.
وحكي أن نور الدين صاحب الشام أنكر ملك الإسماعيليّة في وسط بلاده، فجاءه قاصدا أخذه، فلمّا نزل عليه في ليلته الأولى أصبح فرأى عند رأسه رقعة وسكّينا، وكان في الرقعة: إن لم ترحل الليلة الآتية تكون هذه السكين في بطنك! فارتحل عنه.
وبها طور سينا بين الشام ووادي القريتين بقرب مدين، وقال بعضهم:
بقرب أيلة. كان عليه الخطاب الثاني لموسى، ﵇، عند خروجه من مصر ببني إسرائيل. وكان موسى إذا جاءه ينزل عليه غمام فيدخل في ذلك الغمام ويكلّمه ربّه، وهو الجبل الذي ذكره اللّه تعالى حيث قال: فلمّا تجلّى ربّه للجبل جعله دكّا وخرّ موسى صعقا.
وانّه لا يخلو من الصلحاء، وحجارته كيف كسرت خرج منها صورة شجر العلّيق.
طور هارون في قبليّ بيت المقدس، وإنّما سمّي طور هارون لأن موسى، ﵇، بعد قتل عبدة العجل أراد المضي إلى مناجاة ربّه، فقال له هارون،