فقال البحتري: انتقلت إلى مدح الخليفة وتركت النسيب لعلّه يسكت فقلت:
قل للخليفة أيّها … المتوكّل بن المعتصم
فقال أبو العنبس:
قل للمماليك الضّخام … وذي النّشاط من الخدم!
قال البحتري: فالتفتّ يمينا وشمالا حتى أرى هل ينكر عليه أحد، فما رأيت إلّا متبسما، فعلمت إن أنشدت زيادة يأتي بزيادة شتم وهتك، فسكتّ وخرجت، فلمّا رآه أبو العنبس قال:
وليت عنّا مدبرا … فعلمت أنّك منهزم!
فضحك الخليفة والحاضرون وأمر لأبي العنبس بألف دينار، فقال الفتح بن خاقان: يا أمير المؤمنين والبحتري أنشد وشوتم وصفع يرجع بخفّي حنين؟ فأمر له أيضا بألف دينار.