للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غصن الشجرة أو ظلّها لا تقدر الحيّة أن تقربها.

ومن عجائبها البيش، وهو نبت لا يوجد إلّا بالهند، سمّ قاتل، ايّ حيوان يأكل منه يموت، ويتولد تحته حيوان يقال له فأرة البيش، يأكل منه ولا يضرّه، وممّا ذكر أن ملوك الهند إذا أرادوا الغدر بأحد عمدوا إلى الجواري إذا ولدن، وفرشوا من هذا النبت تحت مهودهن زمانا، ثمّ تحت فراشهن زمانا، ثمّ تحت ثيابهن زمانا، ثمّ يطعمونهن منه في اللبن، حتى تصير الجارية إذا كبرت تتناول منه ولا يضرّها، ثمّ بعثوا بها مع الهدايا إلى من أرادوا الغدر به من الملوك فإنّه إذا غشيها مات.

وبها غنم لها ستّ ألايا: إحداها على المكان المعهود، والثانية على الصدر، والثالثة والرابعة على الكتفين، والخامسة والسادسة على الفخذين، رأيت واحدة منها حملت إلى بلادنا.

وبها حيّات إذا لسعت إنسانا يبقى كالميت، فيشدّونه على لوح ويلقونه في الماء، والماء يذهب به إلى موضع فيه مارستان، وعلى الماء من يترصّد الملسوعين فيأخذهم ويعالجونهم، فيرجع بعد مدّة إلى أهله سالما.

وبها طير عظيم الجثّة جدّا؛ قالوا: إنّه في بعض جزائرها إذا مات نصف منقاره يتّخذ مركبا يركب الناس فيه في البحر، وعظم ريشه يتّخذ آزون الطعام ويسع الواحد منه أحمالا كثيرة.

ومن عجائبها مدينة إذا دخلها غريب لم يقدر على المجامعة أصلا، ولو أقام بها ما أقام، فإذا خرج عنها زال عنه المانع ورجع إلى حاله.

قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض الهند بحيرة مقدار عشرة فراسخ في مثلها، ماؤها ينبع من أسفلها لا يأتيها شيء من الأنهار. وفي تلك البحيرة حيوانات على صورة الإنسان، إذا كان الليل يخرج منها عدد كثير يلعبون على ساحل البحر ويرقصون ويصفّقون باليدين، وفيهم جوار حسناوات. ويخرج منها أيضا حيوانات على غير صورة الإنسان عجيبة الأشكال، والناس في الليلة

<<  <   >  >>