بها عيون جارية حارّة بنيت عليها حمّامات لا تحتاج إلى الوقود، وهي ثمانية حمّامات؛ قال أبو بكر بن عليّ الهروي: أمّا حمّامات طبرية التي قالوا إنها من عجائب الدنيا فليست التي على باب طبرية إلى جانب بحيرتها، فإن مثل هذه كثيرة، والتي هي من عجائب الدنيا في موضع من أعمال طبرية يقال له الحسنية، وهي عمارة قديمة يقال انّها من بناء سليمان بن داود، ﵇. وهو هيكل يخرج الماء من صدره، وقد كان يخرج من اثنتي عشرة عينا، كلّ عين مخصوصة بمرض إذا اغتسل فيها صاحب هذا المرض عوفي بإذن اللّه تعالى، والماء شديد الحرارة جدّا، عذب صاف طيّب الرائحة يقصده المرضى يستشفون به. وبينها وبين بيسان حمّة سليمان، ﵇، يزعمون أنّها نافعة لكلّ داء.
وبها بحيرة عشرة أميال في ستّة أميال غؤوها علامة خروج الدجّال. وهي كبركة أحاطت بها الجبال ينصبّ إليها فضلات أنهار تأتي من حمّة بانياس.
وبها معدن المرجان. وحولها قرى كثيرة كبيرة، وتخيّل في وسط هذه البحيرة صخرة منقورة طبقت بصخرة أخرى، تظهر للناظرين من بعيد، يزعم أهل النواحي انّها قبر سليمان، ﵇. وبطبرية قبر لقمان الحكيم، ﵇، من زاره أربعين يوما يظهر منه الحكمة.
وبها عقارب قتّالة كعقارب الأهواز. وقال صاحب تحفة الغرائب: بطبرية نهر عظيم، والماء الذي يجري فيه نصفه حارّ ونصفه بارد، ولا يمتزج أحدهما بالآخر. فإذا أخذ من النهر في إناء يبقى خارج النهر باردا.
وبأرض طبرية موضع به سبع عيون، ينبع الماء منه سبع سنين متواليات وييبس سبع سنين متواليات.
ينسب إليها سليمان بن أحمد بن يوسف الطبراني، أحد الأئمة المعروفين والحفّاظ المكثرين والمشايخ المعمّرين، من تصانيفه المعجم الكبير في أسماء الصحابة، لم يصنّف مثله. ذكر أبو الحسن أحمد بن فارس صاحب المجمل