وبها جبل كلستان. حدّثني بعض فقهاء خراسان أن في هذا الجبل كهفا شبه إيوان، وفيه شبه دهليز يمشي فيه الإنسان منحنيا مسافة، ثمّ يظهر الضوء في آخره ويتبيّن محوّط شبه حظيرة، فيها عين ينبع الماء منها وينعقد حجرا على شبه القضبان. وفي هذه الحظيرة ثقبة يخرج منها ريح شديدة لا يمكن دخولها من شدّة الريح.
بها نهر الرّزيق بمرو، عليه سقي بساتينهم وزروعهم، وعليه طواحينهم.
وانّه نهر مبارك تبرّك به المسلمون في الوقعة العظيمة التي كانت بين المسلمين والفرس. قتل فيه يزدجرد بن شهريار آخر الأكاسرة في زمن عمر بن الخطّاب.
وذاك أن المسلمين كشفوا الفرس كشفا قبيحا، فمنعهم النهر عن الهرب ودخل كسرى طاحونة تدور على الرزيق لمّا فاته الهرب، وكان عليه سلب نفيس طمع الطحّان في سلبه فقتله وأخذ سلبه.
بها عين فراوور، وفراوور اسم موضع بخراسان. حدّثني بعض فقهاء خراسان قال: من المشهور عندنا أن من اغتسل بماء العين التي بفراوور، أو غاص فيه يزول عنه حمى الربع.
وينسب إليها أبو عبد الرحمن حاتم بن يوسف الأصمّ، من أكابر مشايخ خراسان، وكان تلميذ شقيق البلخي، لم يكن أصمّ لكن تصامم فسمّي بذلك، وسببه أن امرأة حضرت عنده تسأله مسألة، فسبقت منها ريح فقال لها: إني ثقيل السمع ما أسمع كلامك فارفعي صوتك! وإنّما قال ذلك لئلّا تخجل المرأة، ففرحت المرأة بذلك.
حكى عن نفسه انّه كان في بعض الغزوات، فغلبه رجل تركيّ وأضجعه يريد ذبحه. قال: ولم يشتغل قلبي به بل انتظر ماذا حكى اللّه تعالى، قال: فبينا هو يطلب السكين من جفنه إذ أصابه سهم عرب قتله وقمت أنا. توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين.