ولكن ربما رشح «١» بالإلحاد إناؤه، وعندنا خبر بصره، والله العالم ببصيرته، والمطّلع على سريرته. وإنما تحدّثت الألسن بإساءته، لكتابه الذى- زعموا- عارض به القرآن، وعنونه بالفصول والغايات، [و]«٢» محاذاة السور والآيات، وأظهر من نفسه تلك الجناية، وجذّ تلك الهوسات كما يجذّ البعير الصّلّيانة «٣»، حتى قال فيه القاضى أبو جعفر محمد بن إسحاق البحّاثىّ الزّوزنىّ «٤» قصيدة أولها:
كلب عوى بمعرّة النعمان ... لما خلا عن ربقة الإيمان
أمعرة النعمان ما أنجبت إذ ... أخرجت منك معرّة العميان
أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ الأصبهانىّ «٥» فى إجازته العامة: سمعت أبا الحسن علىّ ابن بركات بن منصور التاجر الرّحبىّ، بالذّنبة، «٦» من مضافات دمشق يقول:
سمعت أبا عمران يقول: عرض على أبى العلاء التّنوخىّ الكفيف كفّ من اللّوبيا، فأخذ منها واحدة ولمسها بيده، وقال: ما أدرى ما هى، إلا أنى أشبّهها بالكلية. فتعجّبوا من فطنته وإصابة حدسه.
قال محمد بن طاهر المقدسىّ: سمعت الرئيس أحمد بن عبدوس الوفراوندىّ بها يقول: سألت شيخ الاسلام أبا الحسن على بن أحمد بن يوسف الهكّارىّ، «٧» عن أبى العلاء بن سليمان التّنوخىّ المعرّىّ- وكان رآه- فقال: رجل من المسلمين.