حينئذ أمر بعمارة هذا الهيكل، من صلب ماله، محبّ «١» الخيل، على مضىّ ثلاثة آلاف وسبعمائة عام لأهل الأسطوان «٢». فإن رأى الداخل إليه ذكر بانيه عند باريه بخير، فعل، والسلام».
فأطرق أبو العلاء عند سماع ذلك، وأخذ الجماعة فى التعجّب من أمر هذا الهيكل، وأمر الأسطوان المؤرّخ به، وفى أىّ زمان كان. فلمّا فرغوا من ذلك رفع أبو العلاء رأسه، وأنشد فى صورة متعجّب:«٣»
سيسأل قوم ما الحجيج ومكّة ... كما قال قوم ماجد يس وما طسم «٤»
وأمر بسطر الحكاية، فسطرت على ظهر جزء من استغفر واستغفرى بخط ابن أبى هاشم كاتبه. وأكثر من نقل الكتاب نقل الحكاية على مثل [ما على] الجزء الذى هى مسطورة عليه.
وذكره الباخرزىّ «٥» فى كتابه، وسجع له فقال:»
«أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعرىّ التنوخىّ، ضرير، ماله فى الأدب ضريب، ومكفوف، فى قميص الفضل ملفوف، ومحجوب، خصمه الألدّ محجوج. قد طال فى ظلال الإسلام آناؤه،