للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكلّمنى ويخلج حاجبيه ... لأحسب عنده علما دفينا

وما يدرى قبيلا من دبير [١] ... إذا قسم الذى يدرى الظنونا

ولم يكن أبو عبيدة يفسّر الشعر.

قال المبرّد محمد بن يزيد: كان أبو زيد أعلم من الأصمعىّ وأبى عبيدة بالنّحو، وكانا بعده يتقاربان، وكان أبو عبيدة أكمل القوم، وكان على بن المدينىّ يحسّن ذكر أبى عبيدة ويصحّح روايته. وقال: كان لا يحكى عن العرب إلا الشىء الصحيح.

وكان سبب موت أبى عبيدة أن محمد بن القاسم بن سهل النّوشجائىّ [٢] أطعمه موزا فمات منه، ثم أتاه أبو العتاهية فقدم له موزا، فقال له: ما هذا يا أبا جعفر! قتلت أبا عبيدة بالموز وتريد أن تقتلنى به! لقد استحليت قتل العلماء.

قال الصّولىّ: ومات أبو عبيدة سنة تسع ومائتين، وقال غيره: وهو ابن ثلاث وتسعين سنة.

وفى كتاب ابن عفير عن أبيه قال: مات أبو عبيدة معمر بن المثنّى التّيمىّ سنة إحدى عشرة ومائتين. وقال غيره: مات فى سنة عشر، وقيل فى سنة تسع، وقيل فى سنة ثلاث عشرة ومائتين، وله ثمان وتسعون سنة، وهو مولى لبنى عبيد الله ابن معمر التّيمىّ، تيم مرة بن كعب بن لؤىّ. وكان يكثر ذكر العرب حتى نسب إلى الشّعوبية [٣]، وله كتاب فى ذلك.


[١] أى ما يدرى الأمر مقبلا ولا مدبرا.
[٢] النوشجانىّ، بضم النون وسكون الواو والشين: منسوب إلى نوشجان؛ وهى بلدة من بلاد فارس.
[٣] الشعوبية: فرقة لا تفضل العرب على العجم ولا على غيرهم، والنسبة إلى الجمع لغلبته على الجيل الواحد وهم العجم؛ كما قالوا أنصارىّ. (تاج العروس).

<<  <  ج: ص:  >  >>