للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقام إليه يعقوب بن السكيت فقال: أعزّك الله، وما معنى «مكاشرى»! إنما هو «مكاسرى»، كسر بيتى إلى كسر بيته، فقطع اللّحيانىّ الإملاء، فما أملى بعد ذلك شيئا.

قال الحسين بن عبد المجيب الموصلىّ: سمعت يعقوب بن السّكيت في مجلس أبى بكر بن أبى شيبة يقول:

ومن النّاس من يحبّك حبّا ... ظاهر الحبّ ليس بالتقصير

فإذا ما سألته عشر فلس ... ألحق الحبّ باللّطيف الخبير

قال المبرّد: ما رأيت للبغداديّين كتابا أحسن من كتاب يعقوب بن السكيت فى المنطق.

مات يعقوب في رجب من سنة ثلاث- وقيل من سنة أربع، وقيل من سنة ست- وأربعين ومائتين، وقد بلغ ثمانيا وخمسين سنة.

قال أحمد بن عبيد: شاورنى أبو يوسف بن السّكيت في منادمة المتوكّل فنهيته، فحمل قولى على الحسد، وأجاب إلى ما دعى إليه من المنادمة، فبينا هو معه في بعض الأيام، إذ مرّ ابنان للمتوكّل، وهما المعتزّ والمؤيّد، فقال له:

يا يعقوب، من أحبّ إليك؟ ابناى هذان أم الحسن والحسين؟ فغضّ منهما، وقال: قنبر خير منهما، وذكر الحسن والحسين [بما هو أهله [١]]، فأمر الأتراك فديس بطنه، فحمل وقيّد، فعاش يوما، أو بعض يوم. وقيل إنه حمل ميّتا فى بساط، ووجّه إلى منزله، ووجّه المتوكّل إلى ابنه عشرة آلاف درهم، ولم يكن يعقوب بلغ ثمانين سنة [٢].


[١] من ب.
[٢] كذا في الأصلين، ولعل الصواب: «ولم يكن بلغ ثمانيا وخمسين سنة».
وفي ابن خلكان: «وكان ذلك في سنة أربع وأربعين ومائتين».

<<  <  ج: ص:  >  >>