للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أبو علىّ هذا حسن المعرفة؛ قال له إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم المصعبىّ: يا أبا علىّ، كيف صار محمد [بن] يزيد النحوىّ أعلم بكتاب سيبويه من أحمد بن يحيى ثعلب؟، فقال: لأنّ محمد بن يزيد قرأه على العلماء، وأحمد بن يحيى قرأه على نفسه.

وكتب أبو نصر الطوسىّ «١» إلى أبى أحمد «٢» من سرّ من رأى يقول: شككا فى حرف كذا وكذا، فصر إلى أبى العبّاس فسله عنه، فإنّه كان أحفظ لما سمعه منا.

وكان أبو العباس مع سعة رزقه، وكثرة موجوده ضيّق النفقة، مقتّرا على نفسه، ولم يكن مع علمه موصوفا بالبلاغة، وكان إذا كتب كتابا إلى أحد لم يخرج عن طباع العوام فى كتبهم، فإذا سئل عن علم الكسائىّ والفرّاء نقل العجب.

وكان هو ومحمد بن يزيد المبرّد شيخى وقتهما، وكان المبرّد يودّ الاجتماع به والمذاكرة، فيمتنع ثعلب من ذلك. وسئل ختنه الدّينورىّ عن ذلك، فقال: المبرّد حسن العبارة؛ فإذا اجتمعا حكم للمبرّد؛ فإن مذهب ثعلب مذهب المعلمين.

قال ثعلب: دخلت يوما إلى محمد بن عبد الله بن طاهر وعنده أبو العباس محمد بن يزيد- وكان محمد بن عيسى وصفه له- فلما قعدت قال لى محمد بن عبد الله:

ما تقول فى بيت امرئ القيس: «٣»

له متنتان خظاتا كما ... أكبّ على ساعديه النّمر

<<  <  ج: ص:  >  >>