قال ثعلب: فقلت يقال: خظابظا، إذا كان صلبا مكتترا، وصف فرساء وقوله:
«كما أكبّ»؛ أى فى صلابة ساعد النّمر إذا اعتمد على يده، والمتن: الطريقة «١» الممتدّة عن يمين الصّلب وشماله. والذى فيه من العربية أنه قال: خظتا، فلما تحرّكت التاء أعاد الألف من أجل الحركة والفتحة.
قال: فأقبل محمد بن عبد الله بوجهه على محمد بن يزيد، فقال له: أعز الله الأمير! إنما أراد فى «خظاتا»«٢» الإضافة؛ أضاف خظاتا إلى «كما». فقلت له:
ما قال هذا أحد. فقال محمد بن يزيد: بل سيبويه يقوله، فقلت لمحمد بن عبد الله:
لا والله، ما قال هذا سيبويه قطّ، وهذا كتابه فليحضر، ثم أقبلت على محمد بن عبد الله؛ فقلت: ما حاجتنا إلى كتاب سيبويه! أيقال: مررت بالزيدين صديقى «٣» عمرو، فيضاف نعت الشىء إلى غيره؟ فقال محمد بن عبد الله- بصحة طبعه: لا، والله ما يقال هذا- ونظر إلى محمد بن يزيد- فأمسك ولم يقل شيئا. وقمت، ونهض المجلس.
قال البصريون: والقول ما قاله المبرّد، وإنما ترك الجواب أدبا مع محمد بن عبد الله بن طاهر لمّا تعجّل اليمين وحلف: لا يقال هذا. وهذا مما يدلّك على أنّ المبرّد كان خبيرا بمجالسة الأجلاء والخلفاء والملوك وآداب صحبتهم.
وقال ثعلب: صحبت أحمد بن سعيد بن سلم- وكان ظريفا يشبه الناس- فى سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وفارقته سنة خمس وعشرين ومائتين، وصحبت العباس بن بوكردان «٤» إلى سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وصحبت محمد بن عبد الله