ابن طاهر فى هذه السنة أوّل يوم من المحرّم، وصحبته ثلاث عشرة سنة إلى أن توفّى- رحمه الله.
وقال: أقعدنى محمد بن عبد الله بن طاهر مع ابنه طاهر، وأفرد لى دارا فى داره، وأقام لنا وصيفة، وكنت أقعد معه إلى أربع ساعات من النهار، وأنصرف إذا أراد الغداء، فنمى ذلك إليه، فوجّه فكسا البهو والأروقة والمجالس الخيش «١»، وأضعف ما كان يعدّ من الألوان والثلج والفاكهة والخوان «٢»، فلما حضر وقت الانصراف انصرفت، فنمى ذلك إليه، فقال للخادم الموكّل بطاهر: نمى إلىّ انصراف أحمد بن يحيى فى وقت الطعام والفاكهة، فظننت أنه استقلّ ما كان نحضره، وأنه لم يستطب الموضع، فأضعفنا ما كان يقام، وزدنا «٣» فى الخيش، ثم نمى إلىّ أنه قد انصرف بعد ذلك، فتقول له عن نفسك: بيتك أبرد من بيتنا! أو طعامك أطيب من طعامنا! وتقول له عنّى: انصرافك إلى منزلك فى وقت الغداء هجنة «٤» علينا.
فلما عرّفنى الخادم ذلك أقمت، فكنت على هذا الحال ثلاث عشرة سنة، وكان يتغدّى معنا من يحضر من خاصّته، مثل أبى عون وغيره، وكان يقيم لى مع ذلك كل يوم سبع وظائف «٥» من الخبز الخشكار «٦»، ووظيفة من الخبز السّميذ «٧»، وتسعة