أرطال من اللحم، وعلوفة رأس «١»، وأجرى لى فى الشهر ألف درهم، وكان يتفقّد من يجرى عليه القوت من الخبز واللحم؛ حتى يصل ذلك إليه فى وقته، ولا يتأخر عنه.
خلّف ثعلب- رحمه الله- أحدا وعشرين ألف درهم وألفى دينار، ودكاكين بباب الشام؛ قيمتها يومئذ ثلاثة آلاف دينار، فردّ ماله على ابنه وابنته.
وأوصى إلى علىّ بن محمد الكوفىّ من تلاميذه، وتقدّم إليه فى دفع كتبه إلى أبى بكر أحمد بن إسحاق بن سعيد القطربّلىّ، فقال إبراهيم الزجّاج للقاسم بن عبيد الله:
هذه كتب جليلة فلا تفوتنّك، فأحضر خيران الورّاق، فقوّم ما يساوى عشرة دنانير بثلاثة دنانير، فبلغت أقلّ من ثلاثمائة دينار، [فأخذها القاسم بها]«٢».
وكان أبو سعيد السكرىّ كثير الكتب جدا، وكتب بخطه [ما] لم يكتبه أحد، وكان إذا لقى الرجال لا يفارقه كتاب، وكان أحمد بن يحيى ثعلب لا يرى بيده كتاب، ويتّكل على حفظه.
فأما إقتاره على نفسه، فإنّه كان غاية فيه. قال بعض أصحابه: دخلت عليه يوما، وقد احتجم، وبين يديه طبق فيه ثلاثة أرغفة وخمس بيضات وبقل وخلّ، وهو يأكل؛ فقلت له: يا أبا العباس، قد احتجمت؛ فلو أخذ لك رطل واحد من لحم، فأصلحت به قديرة «٣» لكان أصلح، فقال: رطل لحم، وثمن توابل، ومثله أيضا للعيال، ما له معنى! قال ثعلب: دخلت على يعقوب بن السّكّيت، وهو يعمل بعض كتبه، فسألنى عن شىء من الإعراب، فتكلمت فيه، فلم يقع له فهمه، فصحت، فقال: