وقد قيل: إن الذى رآه أبو الأسود ونكره، أنه مرّ به سعد- وكان رجلا فارسيّا من أهل نوبندجان «١» - كان قدم البصرة مع جماعة [من] أهله، فادّعوا لقدامة «٢» بن مظعون أنهم أسلموا على يديه؛ فإنّهم بذاك من مواليه. ولما مرّ سعد بأبى الأسود- وكان يقود فرسا له- قال له أبو الأسود: ما لك لا تركبه يا سعد؟
قال:«إن فرسى ظالعا». وأراد أن يقول:«ظالع»«٣» قال: فضحك به بعض من حضر، فقال أبو الأسود: هؤلاء الموالى قد رغبوا فى الإسلام ودخلوا فيه، فصاروا لنا إخوة، فلو علّمناهم الكلام! فوضع باب الفاعل والمفعول.
وأهل مصر قاطبة يرون بعد النقل والتصحيح أنّ أوّل من وضع النحو علىّ بن أبى طالب- كرّم الله وجهه- وأخذ عنه أبو الأسود الدّؤلىّ، وأخذ عن أبى الأسود الدّؤلىّ نصر بن عاصم البصرىّ، وأخذ عن نصر أبو عمرو بن العلاء البصرىّ، وأخذ عن أبى عمرو [الخليل بن أحمد، وأخذ عن الخليل]«٤» سيبويه أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر «٥»، وأخذ عن سيبويه أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط، وأخذ عن الأخفش أبو عثمان بكر بن محمد المازنىّ الشيبانىّ وأبو عمر الجرمىّ، وأخذ عن المازنىّ والجرمىّ أبو العباس محمد بن يزيد المبرّد، وأخذ عن المبرّد أبو إسحق الزجّاج وأبو بكر بن السرّاج، وأخذ عن ابن السّراج أبو على الحسن ابن عبد الغفار الفارسىّ؛ وأخذ عن الفارسىّ أبو الحسن على بن عيسى الرّبعىّ؛ وأخذ عن