للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبى العروبة، فقال بعض ولد جعفر بن سليمان: ما هاتان الزائدتان يا أبا بشر؟

فقال: هكذا يقال؛ لأن العروبة هى الجمعة، ومن قال: عروبة فقد أخطأ. قال ابن سلام: فذكرت ذلك ليونس فقال: أصاب، لله درّه!. «١»

وكتبت من خط محمد بن عبد الملك: حدّثنى إبراهيم بن إسحاق الحربىّ قال:

سمعت ابن عائشة يقول: كنا نجلس مع سيبويه النحوىّ فى المسجد- وكان شابّا جميلا نظيفا قد تعلّق من كل علم بسبب، وضرب فى كل أدب بسهم، مع حداثة سنه وبراعته فى النحو- فبينا نحن عنده ذات يوم إذ هبّت ريح أطارت الورق، فقال لبعض أهل الحلقة: انظر أىّ ريح هذه؟ وكان على منارة، تمثال فرس «٢» من صفر، فنظر ثم عاد فقال ما يثبت الفرس على شىء. فقال سيبويه: العرب تقول فى مثل هذا: قد [تذاءبت الريح و «٣»] تدأّبت الريح؛ أى فعلت فعل الذئب، وذلك أنه يجىء من هاهنا وهاهنا ليختل، فيتخيل للناظر أنه عدّة ذئاب.

وكتبت من خطّه: حدّثنا بشر بن موسى، حدثنا ابن النّطّاح قال: كنت عند الخليل بن أحمد فأقبل سيبويه، فقال: مرحبا مرحبا بزائر لا يملّ. فقال أبو عمر المخزومى- وكان كثير المجالسة للخليل: ما سمعت الخليل يقولها لأحد إلا لسيبويه.

كتبت من خط ابن عبد الملك: سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى يقول: كان سيبويه يخطئ فى اسمه؛ يقول: سيبويه وسيبويه آخر؛ والكسائى يقول سيبويه وسيبويه آخر؛ لأنه أعجمىّ فلا يجرى، وزيلويه وزيلويه آخر، ويثنى زيلويهان

<<  <  ج: ص:  >  >>