للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان بربض سليمان بن مجالد عند دار بنى الحلّاج الأطباء. وكان سليمان رجلا من أهل بلخ [١]. ويقال: إن ابن الأعرابى ادّعى فى بنى أسد. وروى فى خبر من أخبار ابن الأعرابى أنه من موالى بنى شيبان».

وقال الجاحظ: كان محمد بن زياد مولى للعباس بن محمد، ولم يكن عربيا.

وكان أحول، وكنيته أبو عبد الله، وكان مؤدّبا، وكان ناسبا عالما بالشعر واللغة نحويا، كثير السماع من المفضل الضبىّ، راوية لأشعار القبائل.

وروى أن ابن الأعرابى كان أحول أعرج، وحضر أعرابى يوما مجلسه، وذمّ أخويه وقال: كان أخواى لا يوسعان لى فى الفناء ولا فى الإناء. فقال له الأعرابى: هما أعلم بك، فقال: الأعرابى يعرض بابن الأعرابى.

قال أحمد بن يحيى ثعلب النحوىّ: سمعت أبا عبد الله بن الأعرابى فى سنة خمس وعشرين ومائتين يقول: ولدت ليلة توفى أبو حنيفة الفقيه لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة خمسين ومائة.

ومات ابن الأعرابى لأربع عشرة خلت من شعبان سنة إحدى وثمانين ومائتين. وكان عمره إحدى وثمانين سنة وثلاثة أشهر وثلاثة أيام.

وكان ابن الأعرابى يطعن على الأصمعىّ، وسببه أن الأصمعىّ دخل يوما على سعيد بن سلم وابن الأعرابى يؤدّب حينئذ ولده، فقال لبعضهم: أنشد أبا سعيد، فأنشد الغلام لرجل من بنى كلاب شعرا رواه ابن الأعرابىّ وهو [٢]:

رأت نضو أسفار أميمة قاعدا ... على نضو أسفار فجنّ جنونها [٣]


[١] بلخ: مدينة بخراسان.
[٢] الخبر والأبيات فى أمالى المرتضى (٢: ١٤٩)، يرويها عن ابن الأعرابى، ووردت فى اللسان (ضحا)، ووردت أيضا فيه متفرقة فى (حقن، نعم، حبن).
[٣] النضو: الدابة التى أهزلتها الأسفار، وأذهبت لحمها. وفى الأمالى واللسان: «أميمة شاحبا».

<<  <  ج: ص:  >  >>