للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٦٩ - "أفضل الصلاة طول القنوت (حم م ت ٥ عن جابر طب عن أبي موسى، وعن عمرو بن عنبسة وعن عمير بن قتادة الليثي) " (صح).

(أفضل الصلاة طول القنوت) هو لفظ له معان كثيرة في النهاية (١)، قد تكرر لفظ القنوت في الحديث ويرد لمعان متعددة كالطاعة والخشوع والصلاة والدعاء والعبادة والقيام وطول القيام والسكوت فيصرف كل واحد من هذه المعاني إلى ما يتحمله لفظ الحديث انتهى.

قلت: والمراد هنا القيام منها ولهذا ذهبت طائفة إلى أفضلية القيام واستدلت على أنه أفضل من السجود بهذا الحديث وغيره وقوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: ٢٣٨] ولأن ذكره أفضل الذكر وهو القرآن فالتفضيل عندهم هنا حقيقي والصلاة هنا أعم من الفرض والنفل المطول فيها القيام على الفرض يفضل الفرض من حيثية طول القيام ولا ينافيه كون تلك أفضل منها من جهات عديدة غير هذا وذهبت طائفة إلى أن السجود أفضل مستدلين بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أقرب ما يكون العبد أقرب من ربه وهو ساجد" (٢)، وبحديث: "ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة" (٣)، وبأن أول سورة نزلت ختمها الله بالسجود، وبأن الساجد أذل ما يكون لربه وأخضع، وهذا هو سر العبودية هي الذل والخضوع وعلى كلامهم فالتفضيل إضافي ولما رأت طائفة تعارض الأدلة مالت إلى التفصيل وقالت: القيام بالليل أفضل وكثرة الركوع والسجود بالنهار أفضل، واحتجت على هذا التفصيل بأن صلاة الليل قد خصت بالقيام


= الكبير (٢/ ١٦٩، رقم ١٦٩٥)، والبيهقي (٤/ ٢٩١).
(١) النهاية (٤/ ١١١).
(٢) أخرجه مسلم (٤٨٢).
(٣) أخرجه الترمذي (٣٨٨، ٣٨٩)، والنسائي في الكبرى (١/ ٢٤٢)، وابن ماجة (١٤٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>