للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يصيبه قبل ذلك ما أصابه) وسيأتي (١).

ثم المراد: من قال لا إله إلا الله مع الإقرار بأنَّ محمدًا رسول الله؛ لأنه علم من ضرورة دينه صلى الله عليه وآله وسلم وجوب الإقرار برسالته بكلمة التوحيد، حيث وردت مقيدة بما علم من الدين ضرورة، وأنها لا تتم إفادتها إلا مع قرينتها، فإن اليهود تقولها وتعتقدها مع أنهم في النار خالدين، فمثل: "من كان آخر قوله من الدنيا لا إله إلا الله" (٢) أي مع اعتقاد الرسالة ثم الأظهر أن هذه البشرى مثل قوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: ٤٨]، وإن من كان من أهلها ولم يقم بحقها داخل تحت المشيئة وهذا أقرب التأويل (حم (٣) طب عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله ثقات وله طرق.

٥٢ - " أبعد الناس من الله يوم القيامة القاص الذي يخالف إلى غير ما أمر به (فر) عن أبي هريرة".

(أبعد الناس من الله يوم القيامة) أي من رحمته (القاص) بقاف وآخره صاد مهملة ثقيلة وهو الذي يأتي بالقصة على وجهها ويحض الناس ويخوفهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ثم يخالف قوله فعله كما قال (الذي يخالف) أي يأتي مخالفًا في فعله (إلى غير ما أمر به) وقد ذمَّ الله من هذا شأنه حيث قال: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: ٢]، {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} الآية. [البقرة: ٤٤]، وذمَّه العقلاء قال (٤):


(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٣٤٨٦) وفي الصغير (العروض الداني) (٣٩٣)، والبيهقي في الشعب (٩٧)، وأوله: "من قال لا إله إلا الله ... ".
(٢) أخرجه أبو داود (٣١١٦)، والترمذي (٩٧٧)، وقال الشيخ الألباني: صحيح.
(٣) أخرجه أحمد (٤/ ٤١١)، والطبراني كما في مجمع الزوائد (١/ ١٦)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٥) والسلسلة الصحيحفة (٧١٦).
(٤) البيت منسوب إلى أبي الأسود الدؤلي (ق. هـ ٦٩)، وهو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني.

<<  <  ج: ص:  >  >>