للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم

وتأتي في معناه عدة أحاديث (فر عن (١) أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وهو ضعيف، لضعف راويه عمرو السكسكي.

٥٣ - " أبغض الحلال إلى الله الطلاق (د هـ ك) عن ابن عمر (صح) ".

(أبغض الحلال إلى الله) البغض خلاف المحبة، وهو كراهة القول والفعل أو الشخص وهو هنا للأول (الطلاق) لما فيه من كسر النفس وحل عقدة الألفة التي يحبها الله تعالى ولأنه قد تفوت العفة الحاصلة بالنكاح للمرأة والرجل، وفيه أن كراهة الله تعالى للفعل لا ينافي حِلّه.

إن قلت: قد طلَّق صلى الله عليه وسلم وأمرنا بالطلاق، بل وأمر الله تعالى به فكيف يكون مبغوضًا إليه؟

قلت: ليس المراد هنا إلا الطلاق الذي لم يأمر به الشارع، ولا أذن فيه، وذلك الذي لا يكون له سبب إلا التشهي والتنقل في الحريم والرجال، فالمرأة تطلب الطلاق شهوة في غير من هي تحته وهو يفارق أهله ليذوق غيرها، ويأتي ذم الذواقين من الرجال والذواقات.

وأما ما كان لسوء عشرتها ومخافة أن لا يقيما حدود الله، فإنه محبوب إلى الله لأنه خلوص عن معصيته يحب الله الخلوص منها، فقد نهى الله تعالى عن الإمساك ضرارًا.

واعلم أن (أبغض) اسم التفضيل من بغض الثلاثي وهو هنا مبني للمفعول أي أشد الخلق مبغوضيةً والأكبر أنه يبني للفاعل إلا أنه في هذا الخمسة


(١) أخرجه الديلمي في الفردوس كما في الكنز (١٤٩٨٤)، وانظر: المداوي للغماري (١/ ٧٧ - ٧٨).
وقد أورده ابن عدي في الكامل (٥/ ١٤٦) في ترجمة عمرو بن بكر السكسكي وقال: ولعمرو بن بكر هذا أحاديث مناكير عن الثقات. وقال الألباني في ضعيف الجامع (٤٢)، والسلسلة الضعيفة (٢٠١٩) ضعيف جدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>