للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والطبراني موصولاً بلفظ أبو سفيان بن الحارث خير أهلي، قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي (١).

٧٥ - " أتاكم أهل اليمن، وهم أضعف قلوبًا، وأرق أفئدة، الفقه يمان، والحكمة يمانية (ق ت) عن أبي هريرة (صح) ".

(أتاكم أهل اليمن) هو إخبار لأصحابه صلى الله عليه وسلم عند قدوم أهل اليمن كما تقتضيه أتاكم، وفي شرح مسلم (٢) أنه قد صرف هذا اللفظ عن ظاهره، فقيل: المراد باليمن مكة والمدينة، وقيل: أراد مكة فقط، وقيل: أراد الأنصار لأنهم يمانيون في الأصل، قال: وقال ابن الصلاح: لا منع عن إجراء الكلام على ظاهره، وحمله على أهل اليمن حقيقة؛ لأن من اتصف بشيء وقوي قيامه به، وتأكد إطلاعه منه نسب ذلك الشيء إليه إشعارًا بتميزه به، وكمال حاله فيه وهكذا كان حال أهل اليمن حينئذ في الإيمان وحال الوافدين منه في حياته صلى الله عليه وسلم وفي أعقاب موته كأويس القرني وأبي إدريس الخولاني وشبههما ممن أسلم قلبه وقوي إيمانه فكانت نسبة الإيمان إليهم بذلك إشعارًا بكمال إيمانهم من غير أن يكون في ذلك نفي له عن غيرهم، ثم قال: والمراد بذلك الموجودون منهم، حينئذٍ لا كل أهل اليمن في كل زمان، فإن اللفظ لا يقتضيه، هذا هو الحق على ذلك، ونشكر الله على هذا، انتهى.

قلت: ونعم ما قال أن الحق، أن المراد أهل اليمن حقيقة، وأما قوله: أنه لم


=والسلسلة الضعيفة (١٧٤٣) وقال: هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم، ولكنه مرسل. وهو بظاهره مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم: "الحسن والحسين سيدا شباب ... ". وهو مخرج في "الصحيحة" (٧٩٦)، ورواية الطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٢٧) رقم (٨٢٤)، وحسن إسنادها الهيثمي في المجمع (٩/ ٢٧٤).
(١) أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ٢٨٥)، وقال: على شرط مسلم.
(٢) المنهاج شرح مسلم (٢/ ٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>