للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال الحافظ محمد الشامي (١) تلميذ المصنف في سيرته بعد نقل هذه الأحاديث: فإذا ضربنا أربعين في مائة كانت بأربعة آلاف وبهذا يندفع ما استشكل من أنه صلى الله عليه وسلم أعطي قوة أربعين فقط, وأعطي سليمان بن داود قوة مائة رجل أو ألف على ما ورد. انتهى.

قال ابن العربي (٢) "في العارضة": قد أتى الله رسوله صلى الله عليه وسلم خصيصة عظمى، وهي قلة الأكل، والقدرة في الجماع، فكان أقنع الناس في الغذاء، وأقواهم في الوطء، وقال القاضي عياض: النكاح متفق على التمدح بكثرته، والفخر بوفوره شرعًا وعادة، فإنه دليل الكمال وصحة الذكورية، ولم يزل التفاخر بكثرته عادة معروفة، والمتمدح به سيرة مرضية، وقال الحافظ (٣) ابن حجر في "فتح الباري": قالوا: كل من كان أتقى لله كان أشد شهوة، واعلم أن هذه الخاصية له صلى الله عليه وسلم قد ظهر أثرها في أنه صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في اليوم الواحد، وهن تسع، وقد صحَّ ذلك عنه، وأنه كان أحيانًا يغتسل عند كل واحدة، وأحيانًا يغتسل بعد طوافه على الجميع غسلًا واحداً، واعلم أيضًا أن الأنبياء عليهم السلام فضلوا بذلك على الناس، قال الحكيم (٤) الترمذي في "نوادر الأصول": الأنبياء زيدوا في النكاح لفضل تنورهم وذلك أن النور إذا امتلأ به الصدر منه وفاض في العروق التذت النفس والعروق فأثارت الشهوة، وروي عن سعيد بن المسيب قال: إن الأنبياء عليهم السلام يفضلون بكثرة الجماع على الناس، وذلك لما فيه من اللذة (ابن سعد (٥) عن صفوان بن سليم) بفتح الصاد المهملة وسكون الفاء، وسليم بضم


(١) انظر: الشفا للقاضي عياض (١/ ٨٧).
(٢) عارضة الأحوذي.
(٣) فتح الباري (١/ ٣٧٩).
(٤) نوادر الأصول (ص ٢٥٥).
(٥) أخرجه ابن سعد في الطبقات (١/ ٣٧٤) مرسلاً، ووصله أبو نعيم في الحلية (٨/ ٣٧٦)، وقال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>