للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

السين المهملة مصغرًا هو الزهري مولاهم المدني، من خيار التابعين، قال أحمد بن حنبل: ثقة من خيار عباد الله الصالحين، يستشفى بحديثه، وينزل القطر من السماء بذكره (١)، (مرسلاً) ووصله أبو نعيم والديلمي من حديث صفوان عن عطاء عن أبي هريرة يرفعه، ورواه الخطيب وابن السني في الطب مرفوعًا عن حذيفة، ثم إن فيه سفيان بن وكيع متهم بالكذب، ولذلك أورد الحديث ابن الجوزي في الموضوعات، وتعقب بأن له شواهد.

٨٧ - " أتاني جبريل في أول ما أوحي إليَّ فعلمني الوضوء والصلاة، فلما فرغ الوضوء أخذ غرفة من الماء فنضح بها فرجه (حم قط ك) عن أسامة بن زيد عن أبيه زيد بن حارثة".

(أتاني جبريل في أول ما أوحي إليَّ فعلمني الوضوء) بفتح الواو اسم للماء المتوضئ به، وبضمها للفعل وهو المراد هنا (والصلاة) فيه أن شرعية الوضوء والصلاة قديمة في أول البعثة، وأما أحاديث أنها إنما فرضت الصلاة ليلة الإسراء، فيحتمل: أن المراد فرضها على الأمة، ويحتمل: أن هذه الصلاة التي كانت في أول البعثة لم تكن فرضًا، ويحتمل: أنها كانت صلاة واحدة فرضت أولاً، ثم فرضت الخمس ليلة الإسراء، ويحتمل: أن يراد أول ما أوحي إلى في شأن الصلاة، لا مطلق الوحي، ويراد به ليلة الإسراء، أو أنها فرضت عليه، وأتاه جبريل بعد ذلك بتفاصيلها وكيفياتها وشرائطها، كما ثبت أنه أمَّه عند البيت في تعليمه له المواقيت.

وفيه دليل على مشروعية الوضوء من أول مشروعية الصلاة، وإن آيتين التي


=غريب من حديث صفوان تفرد به وكيع. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (١٣٧٥) وتعقبه السيوطي في اللآلي (٥/ ٢٣٦ - ٢٣٧) وقال الحافظ أحمد الغماري في المغير ص٨: موضوع، وقال الألباني في ضعيف الجامع (٦٣)، والسلسلة الضعيفة (١٦٨٥): موضوع.
(١) سير أعلام النبلاء (٥/ ٣٦٥) وطبقة الحفاظ للسيوطي (ص ٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>