للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

في سورة النساء [ص:٤٧] والمائدة من الآيات التي تأخر لفظها عن حكمها لتأخر نزولها، وقد ذكرهما المصنف رحمه الله مثالاً لما تأخر لفظه وتقدم حكمه (فلما فرغ الوضوء) أي أكمله وأتمه (أخذ) جبريل (غرفة) بفتح الغين المعجمة، المرة من غرف الماء أخذه بيده من الماء (فنضح) بالضاد المعجمة والحاء المهملة أو الخاء المعجمة هو الرش، وهما متقاربان في المعنى (بها) فرجه الفرج: العورة، كما في القاموس (١)، والظاهر: أن المراد هنا القبل، قيل: والحكمة فيه أنه لدفع الوسواس والشك في الوضوء إذا أدرك بللاً، والظاهر أنه من آخر أعمال الوضوء، وأنه بعد الاستمان، وهذه سنة تركها الناس، وقلَّ من تعرَّض لها من الفقهاء في كتبهم، وحديثها مصحّح أو محسّن فلا عذر عنها، وكان العذر عندهم عدم ذكرها في أحاديث التعليم وليس ذلك بعذر مع صحة الحديث أو حسنه كما يأتي (حم قط ك عن أسامة) (٢) بضم الهمزة وسين مهملة، هو حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن مولاه، وهو زيد وأبوه من نبلاء الصحابة، والحديث رواية صحابي عن صحابي فإنه رواه أسامة عن أبيه (بن زيد عن أبيه) زيد بن حارثة، سكت عليه المصنف، وأورده ابن الجوزي في العلل من طريقين، في أحدهما رشدين وفي الأخرى ابن لهيعة، وقال: ضعيفان، قال: والحديث باطل انتهى.

وقال مخرجه الدارقطني: فيه ابن لهيعة ضعفوه، وتابعه رشدين وهو


(١) القاموس المحيط (ص ٢٥٧).
(٢) أخرجه أحمد في المسند (٤/ ١٦١)، والدارقطني (١/ ١١١)، والحاكم (٣/ ٢١٧)، وكذلك البزار (١٣٣٢)، والطبراني في المعجم الكبير (٥/ ٨٥)، وانظر: العلل المتناهية (١/ ٣٥٥)، وقال ابن أبي حاتم في العلل: (١/ ٤٦)، قال أبي: هذا حديث كذب باطل.
والرواية التي استشهد بها عند ابن ماجه (٤٦٢) وهي (كلها طرق) ضعيف، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٧٦) وفي السلسلة الصحيحة (٨٤١) وانظر هناك تصحيحه للحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>