للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عن ابن عباس".

(عليكم باصطناع المعروف) إلى كل أحد من بني آدم بل وإلى سائر الحيوانات، فإن امرأة دخلت النار في هرة، وزانية دخلت الجنة في إحسانها إلى كلب. (فإنه يمنع مصارع السوء) تقدم بلفظه والكلام عليه. (وعليكم بصدقة السر) التي لا يطلع عليها إلا الله تعالى وتقدم بيان فضلها في السبعة الذين يظلهم الله بظله، وأنه هل المراد مطلق الصدقة أو النفل فقط. (فإنها تطفئ غضب الله عَزَّ وَجَلَّ) قد ثبت هذا التعليل لمطلق الصدقة فيما تقدم فأما أن يقال يحمل المطلق على المقيد وهو بعيد هنا، أو يقال: المراد أن هذه أكثر إطفاء. (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (١) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه ومتنه صحيح.

٥٥٣٧ - "عليكم بألبان الإبل والبقر، فإنها ترم من الشجر كله وهو دواء من كل داء. ابن عساكر عن طارق بن شهاب".

(عليكم بألبان الإبل والبقر، فإنها) أي المذكورة. (ترم) بالراء مضمومة ومكسورة تجمع (من الشجر) كله من الحار والبارد والرطب فيعتدل لبنها لذلك قال ابن القيم (٢): اللبن وإن كان بسيطا في الجنس إلا أنه مركب في أصل الخلقة تركيباً طبيعياً من جواهر ثلاثة: الجبنية والسمنية والمائية، فالجبنية: باردة رطبة مغذية للبدن، والسمنية: معتدلة الحرارة والرطوبة ملائمة للبدن الإنساني الصحيح كثيرة المنافع، والمائية: حارة رطبة مطلقة للطبيعة مرطبة للبدن وأجود ما يكون عند حلبه ثم لا تزال تنقص جودته على ممر الساعات فيكون حين تحلب أقل برودة وأكثر رطوبة والحامض بالعكس وأجوده ما اشتد بياضه وطاب ريحه ولذّ طعمه وكان فيه حلاوة يسيرة ودسومة معتدلة


(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (٦)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٠٥٢).
(٢) انظر: زاد المعاد (٤/ ٣٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>