للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

خصال لم يعطها) بالبناء للفاعل وهو ضميره تعالى. (أحدٌ قبلهم ولا يعطاها) بالبناء للمجهول نائب الفاعل. (أحدٌ بعدهم) فقد فضلوا الأوليين والآخرين. (فضَّل الله قريشاً) أعاده تأكيدا وتنوهيا لما تميزوا به (أني) بفتح الهمزة على تقدير اللام الجارة أي لأني، أو الباء أي بأني والكسر على الاستئناف وهو تفضيل للنوع فلا يلزم منه أنه لا فضل لبعض الأفراد من غيرهم فإنه قد يكون من أفراد غيرهم أفضل (منهم) وكفى لهم شرفا بذلك، وقد قيل في تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: ٤٤] أن القرآن شرف له ولقومه وذكر في العالمين حسن، إن قيل هو - صلى الله عليه وسلم - من أعم من قريش فإنه من ذرية إسماعيل فيشارك قريشا في هذا الشرف من تقدمهم بل من تقدمهم من لدن آدم، قيل: قد جرى العرف بأن قريشا من قبيلة خاصة وكان منها شرفت تلك القبيلة به لاتصاله بها أشد من اتصاله بغيرها والقبيلة الأخص كبني هاشم من قريش شرفها به أعظم وكل أخص به فإنه أشرف من غيره وهذه أولى السبع والثانية. (وأن النبوة فيهم) أي النبوة التي ختم بها ديوان كل نبوة ورسالة، فكونه منهم شرف مستقل وإن لم يكن نبيا لما أعطاه الله من صفات الكمال، فلا يقال هما فضيلة واحدة. (وأن الحجابة فيهم) أي سدانة الكعبة وتولي حفظها وقبض مفتاحها، وكانت أولا في بني عبد الدار ثم صارت الآن في بني شيبة خالدة تالدة. (وأن السقاية فيهم) أي سقي الناس من زمزم، قال في المجمل (١): السقاية المحل الذي يتخذ فيه الشراب في الموسم كان من هو نبذه يشتري الزبيب فينبذ في ماء زمزم فيسقي الناس، وكان على ذلك العباس في الجاهلية وأقرها - صلى الله عليه وسلم - في يده في الإِسلام. (ونصرهم على الفيل) أبرهة وأصحابه كما حكاه الله تعالى في كتابه


(١) انظر: مجمل اللغة (٢/ ٤٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>