للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إجمالا وفي كتب التفسير تفصيلاً (وعبدوا الله عشر سنين) على الإِسلام أي عبده كذلك من آمن منهم به - صلى الله عليه وسلم -. (لا يعبده غيرهم) وذلك قبل هجرته وقبل إسلام الأنصار. (وأنزل الله فيهم سورة من القرآن) خصهم بها. (لم يذكر فيها أحد غيرهم) بينها بقوله: (لإيلاف قريش) أي إلى آخرها، أو لأن هذا اللفظ وحده علم لها، واعلم أنه قد استشكل الحديث من جهتين: الأولى: الإخبار بعبادة قريش قبل الناس بعشر سنين على الإِسلام والمعلوم أن قريشا لم يسلموا إلا في الثامنة عشرة سنة من البعثة والثامنة من الهجرة وذلك عند فتح مكة فإنهم أسلموا كلهم، وجوابه أن المراد أنه - صلى الله عليه وسلم - أول من عبد الله وهو من قريش ولم يعبد الله بعد بعثته - صلى الله عليه وسلم - أحد غيره ولا سبقه بعبادته على الإِسلام أحد فجعل سبقه - صلى الله عليه وسلم - إلى عبادة ربه فضيلة لقريش لكونه منهم، والقبيلة تشرف بشرف فرد منها كما تذم برذيلة فرد منها بل وينسب إليها فعله نحو قوله تعالى في ثمود: {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ} [الأعراف: ٧٧] والعاقر بعض منهم، وكقوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة: ٦٤] والقائل بعض منهم، ثم في هذا الحديث نفسه تفضيل قريش فإن الحجابة فيهم والسدانة فيهم والنبوة فيهم وكل هذه في أفراد منهم كما قررناه وهذا نظير امتنان الله علي بني إسرائيل بقوله: {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً} [المائدة: ٢٠] ونظير قوله: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} [النساء: ٥٤] مع أن النبوة لتعظيمهم والملك العظيم لسليمان - عليه السلام - الجهة الثابتة والإشكال في قوله: "عبدوا عشر سنين" ومعلوم أنه - صلى الله عليه وسلم - شاركه في العبادة جماعة في العشر انتهى وجوابه أنه من وجهين الأول عدم اتصاف مفهوم أن يراد بالناس أكثرهم وجمهورهم، فإن لم

<<  <  ج: ص:  >  >>