للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كفاعله (لا ينقص ذلك) الذي يعطاه من الأجر. (من أجورهم) المتبعين له (شيئًا) ولذا كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أعظم الناس أجرًا لأنه ما من هدى إلا وهو الداعي إليه والدال عليه وفيه فضل العلماء الداعين للعباد إلى الهدى. (ومن دعا إلى ضلالة) ابتدعها أو سبق إليها (كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه) لتولد الضلالة عن فعله وأعمال الضالين عن دعائه والعبد يثاب بالأسباب ويعاقب عليها (لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا) بجمع الضمير في أجورهم وآثامهم أداره مع معنى من فلان الغالب أن التابع جمع وفيه ترغيب عظيم في دعاء العباد إلى الخير ودلالتهم عليه وترهيب بالغ في الدعاء إلى الضلال والبدع وكل خصلة تنافي أمر الله ورسول - صلى الله عليه وسلم -. (حم م ٤ (١) عن أبي هريرة) لم يخرجه البخاري.

٨٦٤٥ - "من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل. (م د) عن أبي الدرداء (صح) ".

(من دعا لأخيه) في الدين ويشمل أخا النسب المسلم حيًّا كان الأخ أو ميتًا.

(قال الملك الموكل به) بالعبد أو بالدعاء. (آمين) دعاء بالإجابة وهم لا يفعلون إلا ما يؤمرون فلا يؤمن إلا وقد أمره الله بذلك فهو يجيب تعالى ما أمر به من الدعاء. (ولك) أيها الداعي (بمثل) بالتنوين أي بمثل ما دعوت به فيؤخذ منه أنه إذا أراد العبد أن يدعو لنفسه بدعاء دعائه لأخ من إخوانه المؤمنين فإنه يدعو له من هو [٤/ ٢٣٨] خير منه وهو الملك ودعاؤه مجاب لأنه مأمور عن الله، بخلاف دعائه لنفسه فإنه لا يؤمن عليه الملك ولا يدعو له فدعاء العبد لأخيه أولى من دعائه لنفسه وأفضل وأتم إجابة (م د (٢) عن أبي الدرداء).


(١) أخرجه أحمد (٢/ ٣٨٩٧)، ومسلم (٢٦٧٤)، وأبو داود (٤٦٠٩)، والترمذي (٢٦٧٤)، وابن ماجة (٢٠٦).
(٢) وأخرجه مسلم (٢٧٣٢)، وأبو داود (١٥٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>