للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[جبريل (عليه السلام) يشق صدره ويستخرج منه علقتين سوداوين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]

عن عتبة بن عبد: أنه حدثهم أن رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: كيف كان أول شأنك يا رسول الله فقال: "كانت حاضنتي من بنى سعد بن بكر، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا, ولم نأخذ معنا زادًا فقلت: يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا، فانطلق أخي ومكثت عند البهم، فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم، فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني إلى القفا فشقا بطني، ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء ثلج، فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بماء برد فغسلا به قلبي، ثم قال: ائتني بالسكينة، فذارها في قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه: خطه فخاطه (١) وختم عليه بخاتم النبوة" وفي رواية "وأختم عليه بخاتم النبوة -قال أحدهما لصاحبه- اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفة فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم، فقال لو أن أمته وزنت به لمال بهم، فانطلقا وتركاني قد فرقت فرقا شديدا، ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيت، فأشفقت علي أن يكون ألبس بى، فقالت: أعيذك بالله، فرحلت بعيرًا لها -فجعلتني- أو فحملتني- على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي فقالت: أديت أمانتي وذمتي، فحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك، قالت: إني رأيت خرج مني نور أضاءت له قصور الشام" (٢)


(١) خطه: أي خيط مكان الشق وجاء في الحديث حصه فحصه وليس له معنى
(٢) رواه أحمد ٤/ ١٨٤

<<  <   >  >>