للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[[الموسم]]

قال ربيعة الديلي: إني لمع أبي رجل شاب أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يتبع القبائل، ووراءه رجل أحول وضيء ذو جمة. يقف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على القبيلة ويقول: يا بني فلان: إني رسول الله إليكم آمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وأن تصدقوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به، فإذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من مقالته، قال الآخر من خلفه يا بني فلان: إن هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى وحلفاءكم من الجن بني مالك بن أقيش إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تسمعوا له ولا تتبعوه، فقلت لأبي: من هذا؟ قال: عمه أبو لهب. (١)

[[عكاظ]]

قال ربيعة: رأيت أبا لهب بعكاظ وهو يتبع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو يقول: يا أيها الناس إن هذا قد غوى فلا يغوينكم عن آلهة أبائكم، ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يفر منه، وهو على إثره، ونحن نتبعه ونحن غلمان كأني أنظر إليه أحول ذا غديرتين، أبيض الناس وأجملهم. (٢)

[[المؤامرة على قتله]]

عن ابن عباس قال: إن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر، فتعاقدوا باللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى ونائلة وإساف: لو قد رأينا محمدًا لقد قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله، فأقبلت ابنته فاطمة تبكي، حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك، لو قد رأوك لقد قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك، فقال: يا بنية،


(١) رواه أحمد (الفتح الرباني -٢٠/ ٢١٧) ودرجته سنده قوى.
(٢) رواه الإمام أحمد (الفتح الرباني-٢٠/ ٢١٧) ودرجته حديثٌ حسنٌ.

<<  <   >  >>