[وفاة الذي يبعث أمة وحده زيد بن عمرو بن نفيل]
قال ابن إسحاق وأما زيد بن عمرو بن نفيل فوقف فلم يدخل في يهودية ولا نصرانيه وفارق دين قومه فاعتزل الأوثان والميتة والدم والذبائح التي تذبح على الأوثان ونهى عن قتل الموؤده وقال أعبد رب إبراهيم وبادي قومه بعيب ما هم عليه.
حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن أمه أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل شيخًا كبيرًا مسندًا ظهره إلى الكعبة وهو يقول يا معشر قريش والذي نفس زيد بن عمرو بيده ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري ثم يقول اللَّهم لو أني أعلم أي الوجوه أحب إليك عبدتك به ولكني لا أعلمه ثم يسجد على راحته.
وقال زيد بن عمرو بن نفيل في فراق دين قومه، وما كان لقي منهم في ذلك:
أربًا واحدًا أم ألف رب ... أدين إذا تقسمت الأمور
عزلت اللات والعزى جميعًا ... كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا العزى أدين ولا ابنتيها ... ولا صنمي بني عمرو أزور
ولا هبلا أدين وكان ربا ... لنا في الدهر إذ حلمي يسير
عجبت وفي الليالي معجبات ... وفي الأيام يعرفها البصير
بأن الله قد أفنى رجالًا ... كثيرًا كان شأنهم الفجور
وأبقى آخرين ببر قوم ... فيربل منهم الطفل الصغير
وبينا المرء يفتر ثاب يوما ... كما يتروح الغصن المطير
ولكن أعبد الرحمن ربي ... ليغفر ذنبي الرب الغفور
فتقوى الله ربكم أحفظها ... متى ما تحفظوها لا تبوروا
ترى الأبرار دارهم جنان ... وللكفار حامية سعير
وخزي في الحياة وإن يموتوا ... يلاقوا ما تضيق به الصدور
قلت توفي زيد بن عمرو بن نفيل قبل المبعث بخمس سنين أي في عام ١٩ قبل الهجرة الموافق ٦١٥ م.
المرجع سيرة ابن هشام ص٢٢٣ ج١ - ٢.