للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يثرب فيها البسر وسمعت قائلا يقول في الضوء: سبحانه سبحانه تمت الكلمة وهلك ابن مارد بهضبة الحصى بين أذرح والأكمة، سعدت هذه الأمة، جاء نبي الأميين، وبلغ الكتاب أجله، كذبته هذه القرية (١)، تعذب مرتين، تتوب في الثالثة، ثلاث بقيت، ثنتان بالمشرق وواحدة بالمغرب (٢) فقصها خالد ابن سعيد على أخيه عمرو بن سعيد فقال: لقد رأيت عجبا وإني لأرى هذا أمرًا يكون في بني عبد المطلب إذ رأيت النور خرج من زمزم. (٣)

[في ذكر منام رآه عمرو بن مرة يدل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)]

عن عمرو بن مرة الجهني: أنه كان يحدث قال: خرجت حاجًا في جماعة من قومي في الجاهلية، فرأيت في المنام وأنا بمكة نورًا ساطعًا خرج من الكعبة حتى أضاء لي من الكعبة إلى جبل يثرب وأشعر جهينة، فسمعت صوتًا في النور وهو يقول: انقشعت الظلماء وسطع الضياء، وبعث خاتم الأنبياء، ثم أضاء إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة وأبيض المدائن، فسمعت صوتا في النور وهو يقول: ظهر الإسلام، وكسرت الأصنام، ووصلت الأرحام، فانتبهت فزعا، فقلت لقومي: والله ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث وأخبرتهم بما رأيت، فلما انتهينا إلى بلادنا جاءنا الخبر أن رجلا يقال له: أحمد قد بعث. فخرجت حتى أتيته، فأخبرته بما رأيت فقال لي: "يا عمرو بن مرة، أنا النبي المرسل إلى العباد كافة، أدعوهم إلى الإِسلام وآمرهم بحقن الدماء وصلة الأرحام وعبادة الله، ورفض الأصنام، وحج البيت، وصيام شهر رمضان شهرا من اثني عشر شهرا، فمن أجاب دخل الجنة ومن عصى فله النار، فآمن بالله يا عمرو بن مرة يؤمنك الله من هول جهنم، فقلت: يا رسول الله، آمنت بكل ما جئت به من حلال وحرام، وان أرغم ذلك كثيرا من الأقوام.


(١) القرية: مكة.
(٢) ثنتان بالمشرق: هما الدجال ويأجوج ومأجوج. وواحدة بالمغرب: طلوع الشمس من مغربها.
(٣) طبقات ابن سند ص ١٦٦ ج ١

<<  <   >  >>