كتاب الموسوعة في صحيح السيرة النبوية - العهد المكي

الجهر بالإسلام - ص: 276

[الجهر بالإسلام]

[مبادأة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قومه، وما كان منهم]

أمر الله له - صلى الله عليه وسلم - بمبادأة قومه: قال ابن إسحاق: ثم دخل الناس في الإسلام أرسالًا من الرجال والنساء، حتى فشا ذكر الإسلام بمكة، وتحدث به. ثم إن الله -عَزَّ وجَلَّ- أمر رسوله- صلى الله عليه وسلم - أن يصدع بما جاءه منه، وأن يباديء الناس بأمره، وأن يدعو إليه، وكان بين ما أخفى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أمره واستتر به إلى أن أمره الله تعالى بإظهار دينه ثلاث سنين -فيما بلغني- من مبعثه؛ ثم قال الله تعالى له: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}.

وقال تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢١٥) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢١٦)}. [الشعراء: ٢١٤ - ٢١٦]

{وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (٨٩)} [الحجر: ٨٩].

معنى "اصدع بما تؤمر" قال ابن هشام: اصدع: افرق بين الحق والباطل.

[عداوة قومه ومساندة أبي طالب له]

قال ابن إسحاق: فلما بادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومه بالإسلام وصدع به