للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رب رد إلي راكبي محمدًا ... رده عليَّ واصطنع عندي يدًا

قلت: من هذا؟ قالوا: سيد قريش وابن سيدها، هذا عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. قلت: فما محمَّد هذا منه؟ قالوا هذا ابن ابن له، وهو أحب الناس إليه، وله إبل كثيرة، فإذا ضل منها بعث فيها بنيه يطلبونها وإذا أعيى بنوه بعث ابن ابنه، وقد بعثه في ضالة أعيى عنها بنوه، وقد احتبس عنه. فوالله ما برحت البلد حتى جاء محمد وجاء الإبل (١).

[كفالة عمه أبي طالب بن عبد المطلب]

قالوا: فلما توفي عبد المطلب ضم أبو طالب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو ابن ثمان سنين، وكان يكون معه، وكان أبو طالب لا مال له، وكان له قَطيعَة من إبل تكون بعرنه يبدو إليها فيكون ينشأ فيها، ويؤتى بلبنها إذا كان حاضرًا بمكة، وكان أبو طالب قد رق عليه وأحبه، وكان إذا أكل عيال أبي طالب جميعًا أو فرادي لم يَشْبَعوا، وإذا أكل معهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شبعوا، وكان إذا أراد أن يُعشِّهم أو يُغديِهم فيقول: كما أنتم حتى يحضر ابني فيأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيأكل معهم فكانوا يفضلون من طعامهم وإن كان لبنًا شرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولهم، ثم يتناول العيال القعب فيشربون منه فيروون عن آخرهم من القعب الواحد وإن كان أحدهم ليشرب قعبا، وحده، فيقول أبو طالب: إنك لمبارك، وكان الصبيان يصبحون شعثا رمصا، ويصبح رسول - صلى الله عليه وسلم - دهينا كحيلا (٢).

قال ابن إسحاق وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد عبد المطلب مع عمه أبي طالب، وكان عبد المطلب -فيما يزعمون- يوصي به عمه أبا طالب، وذلك لأن


(١) دلائل النبوة للبيهقي ج٢ ص ٢٠/ ٢١
(٢) دلائل النبوة لأبي نعيم (١/ ٢٠٩) وابن سعد ج١ص ١٦٨.

<<  <   >  >>