للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا مرتين ولا ثلاث. ثم حضرته الوفاة عندهم، فلما عرف أنه ميت، قال: يا معشر يهود، ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع؟ قالوا: إنك أعلم. قال: فإني إنما قدمت هذه البلدة، أتوكف خروج نبي قد أظلكم زمانه، فلا تسبقن إليه يا معشر يهود، فإنه يبعث بسفك الدماء، وسبي الذراري والنساء ممّن خالفه، فلا يمنعكم ذلك منه. (١)

عن عطاء بن بسار -رضي الله عنه- قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص، فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التوراة، فقال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} (٢) وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح به أعينًا عميا، وآذانًا صما، وقلوبًا غلفا. (٣)

وعن كعب الأحبار رحمه الله تعالى قال: (نجده مكتوبا محمَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق، ولا يجزئ بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، وأمته الحمادون ويكبرون الله -عَزَّ وجَلَّ- على كل نجد، ويحمدونه في كل منزلة، ويأتزرون على أنصافهم، ويتوضئون على أطرافهم، مناديهم ينادي في جو السماء صفهم في القتال وصفهم في الصلاة سواء لهم دوى كدوي النحل، ومولده بمكة ومهاجره بطيبة وملكه بالشام. (٤)

[تحير أهل الكتاب مع معرفتهم به]

عن الفلتان بن عاصم قال: كنا قعودا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فشخص بصره


(١) أخرجه ابن إسحاق [١/ ٢١٣]
(٢) سورة الأحزاب، آية ٤٥.
(٣) أخرجه البخاريُّ
(٤) رواه الدرامي في سنته رقم ٥ بسنده صحيح. ورواه من طريقين آخرين رقم ٧ و ٨ بنحوه والثاني منهما سنده حسن.

<<  <   >  >>