للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إسلام حواء بنت يزيد (رضي الله عنها)]

روى بسنده عن عاصم بن قتادة قال: كانت حواء بنت يزيد بن السكن، عند قيس بن عبيد الخطيب، كذا قال وإنما هو ابن الخطيم بالمدينة، وكانت أمها عقرب بنت معاذ أخت سعد بن معاذ، فأسلمت حواء، فحسن إسلامها، وكان زوجها قيس على كفره، فكان يدخل عليها وهي تصلي، فيؤذيها، وكان لا يخفى على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بمكة أمر يكون بالمدينة إلا بلغه وأخبر به. قال قيس: فقدت مكة في رهط من مشركي قومي حجاجًا، فبينا نحن إذ جاء رجل يسأل عني فدل علي فأتاني فقال: (أنت قيس؟) قلت: نعم، قال: (زوج حواء؟) قلت: نعم، قال: (فمالك تعبث بامرأتك وتؤذيها على دينها؟) فقلت: إني لا أفعل، قال: (فلا تفعل ذلك بها، دعها لي)، قلت: نعم، فدما قدم قيس المدينة ذكر ذلك لامرأته وقال: فشأنك بدينك، فوالله ما رأيته إلا حسن الوجه حسن الهيئة. (١)

ترحم ابن سعد لحواء فذكر خبر إسلامها إلى أن قال: ووافى قيس بن الخطيم ذا المجاز، سوقًا من أسواق مكة، فأتاه رسول الله فدعاه إلى الإِسلام وحرص عليه، فقال قيس: ما أحسن ما تدعو إليه! وإن الذي تدعو إليه لحسن، ولكن الحرب شغلتني عن هذا الحديث. وجعل رسول الله يلح عليه ويكنيه ويقول: (يا أبا يزيد أدعوك إلى الله). ويرد عليه قيس كلامه الأول، فقال رسول الله: (يا أبا يزيد إن صاحبتك حواء قد بلغني أنك تسيء صحبتها مذ فارقت دينك فاتق الله واحفظني فيها ولا تعرض لها)، قال: نعم وكرامة، أفعل ما أحببت لا أعرض لها إلا بخير وذكر الحديث بمعنى ما تقدم. (٢)


(١) دلائل البيهقي: ج ٢/ ٤٥٥.
(٢) ابن سعد: ج ٨/ ٣٢٣.

<<  <   >  >>