للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[موقف المشركين من جوار أبي طالب لابن أخته (١)]

قال ابن إسحاق: وأما أبو سلمة بن عبد الأسد، فحدثني أبي إسحاق بن يسار، عن سلمة ابن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة، أنّه حدّثه، أنّ أبا سلمة لمّا استجار بأبي طالب مشى إليه رجالُ بني مخزوم، فقالوا: يا أبا طالب، [ما] هذا؟ منعت منَّا ابن أخيك محمدًا، فما لك ولصاحبنا تمنعه منَّا؟ قال: إنه استجار بي، وهو ابن أختي، وإن أنا لم أمنع ابن أختي لم أمنع ابن أخي، فقام أبو لهب فقال: يا معشر قريش، والله لقد أكثرتم على هذا الشيخ، ما تزالون تتواثبون عليه في جواره من بين قومه، والله لتنتهنَّ عنه أو لنقومنَّ معه في كل ما قام فيه، حتى يبلغ ما أراد، قال: فقالوا: بل ننصرف عمَّا تكره يا أبا عتبة، وكان لهم وليًّا وناصرًا على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فأبقوا على ذلك، فطمع فيه أبو طالب حين سمعه يقول ما يقول، ورجا أن يقوم معه في شأن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقال أبو طالب يحرِّضُ أبا لهب على نصرته ونصرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (٢).

وإنّ امْرءًا أبو عتيبة عمُّه ... لفي روضة ما إنْ يُسامُ المظالما

أقول له، وأين منه نصيحتي ... أبا مُعْتب ثبِّت سوادَك قائما

ولا تقبلنّ الدَّهر ما عشتَ خُطَّةً ... تُسبّ بها إمّا هبطت المواسما

وولّ سبيل العجز غيرك منهم ... فإنّك لم تخلق على العجز لازما

وحاربْ فإنّ الحرب نصفٌ وما ترى ... أخا الحرب يعطي الخسف حتى يسالما

وكيف لم يجنوا عليك عظيمة ... ولم يخذلوك غانمًا أو مغارما

جزى الله عنّا عبدِ شمسٍ ونوفلا ... وتيما ومخزومًا عقوقًا ومأثما


(١) ابن هشام ج ١/ ٣٨٨.
(٢) ابن هشام ١/ ٣٧١.

<<  <   >  >>