للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: قد وعدني هذا الرجل إن وجدني خارجًا من جبال (مكة) أن يضرب عنقي صبرًا.

فقالوا: لك جمل أحمر لا يدرك، فلو كانت الهزيمة طرت عليه.

فخرج معهم، فلما هزم الله المشركين، وحل به جمله في جدد من الأرض، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أسيرًا في سبعين من قريش، وقدم إليه أبو معيط، فقال: تقتلني من بين هؤلاء؟ قال: (نعم , بما بزقت في وجهي). (١) فأنزل الله في أبي معيط: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (٢٧) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (٢٨) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا}. (٢)

[قريش تشتكي أمرها إلى أبي النبي (صلى الله عليه وسلم) من الرضاعة الحارث بن عبد العزى]

ذكر يونس بن بكير بسنده عن رجال من بني سعد بن بكر قال: قدم الحارث بن عبد العزى، أبو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من الرضاعة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بمكة حين أنزل عليه القرآن، فقالت له قريش: ألا تسمع يا حار ما يقول ابنك هذا؟ فقال: وما يقول؟ قالوا: يزعم أن الله يبعث بعد الموت، وأن لله دارين يعذب فيهما من عصاه، ويكرم فيهما من أطاعه، فقد شتت أمرنا، وفرق جماعتنا. فأتاه، فقال: أي بني ما لك ولقومك يشكونك، ويزعمون أنك تقول: إن الناس يبعثون بعد الموت، ثم يصيرون إلى جنة ونار؟! فقال رسول الله صلى الله عليه


(١) أخرجه ابن مردويه، وأبو نعيم في (الدلائل) بسند صحيح من طريق سعيد ابن جبير عن ابن عباس، كما في (الدر المنثور) (٥/ ٦٨).
(٢) سورة الفرقان آية رقم ٢٧ و ٢٨ و ٢٩.

<<  <   >  >>