للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

روى الطبري بسنده عن عروة قال: فذكر الحديث وفيه اشتداد الأذى على المسلمين ثم قال: فلما فعل ذلك بالمسلمين، أمرهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن يخرجوا إلى أرض الحبشة- وكان بالحبشة ملك صالح يقال له النجاشي، لا يظلم أحد بأرضه، وكان يثنى عليه من ذلك صلاح وكانت أرض الحبشة متجرًا لقريش يتجرون فيها، يجدون فيها رفاغًا من الرزق، وأمنًا ومتجرًا حسنًا- فأمرهم بها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فذهب إليها عامَّتهم لما قهروا بمكة، وخاف عليهم الفتن، ومكث هو فلم يبرح، فمكث بذلك سنواتٍ، يشتدُّون على من أسلم منهم. ثم إنه فشا الإسلام فيها، ودخل فيه رجالٌ من أشرافهم (١).

[هجرة عثمان بن عفان وزوجه رقيه بنت رسول الله (رضي الله عنهما) إلى الحبشة]

روى البخاري بسنده عن عروة بن الزبير فذكر الحديث وفيه قال عبيد الله بن الخيار لعثمان -رضي الله عنه-: وكنت ممّن استجاب لله ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وآمنت به، وهاجرت الهجرتين الأوليين (٢).

روى الحاكم بسنده عن سعد قال: لمَّا أراد عثمان بن عفان، -رضي الله عنه-، الخروج إلى أرض الحبشة قال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "اخرج برقيَّة معك" قال: "إخال واحد منكما يصبر على صاحبه"، ثم أرسل النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أسماء بنت أبي بكر، -رضي الله عنهما-، فقال: "ائتيني بخبرها" فرجعت أسماء إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وعنده أبو بكر، -رضي الله عنه-، فقالت: يا رسول الله أخرج حمارًا موكفًا فحملها عليه، وأخذ بها نحو البحر، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "يا أبا بكر إنهما لأول من هاجر بعد لوط وإبراهيم عليهما السلام" (٣).


(١) الطبري ج ٢/ ٣٢٨.
(٢) البخاري ج ٥/ ٦٣.
(٣) المستدرك ج ٤/ ٤٦.

<<  <   >  >>