للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسألهم: متى انتهيتم إلى ها هنا؟ قالوا: الساعة، وبلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى الإسلام مستخفيًا، فلقيته في شعب أجياد وقد صلى العصر، فقلت: إلى ما تدعو؟ قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمدًا رسول الله، فما تقدمني أحدٌ إلا هم).

حدثني إسحاق أخبرنا أبو أسامة حدثنا هاشم قال سمعت سعيد بن المسيب قال سمعت أبا إسحاق سعد بن أبي وقاص يقول "ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام وإيى لثلث الإسلام". (١)

[إسلام خالد بن سعيد بن العاص (رضي الله عنه)]

عن موسى بن عقبة قال: (سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص - رضي الله عنه - تقول: لما كان قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم -، بينا خالد بن سعيد - رضي الله عنه - ذات ليلة نائم، قال: رأيت كأنه ملأ مكة ظلمةٌ، حتى لا يبصر امرؤٌ كفه، فبينا هو كذلك إذ خرج نور علا في السماء، فأضاء في البيت، ثم أضاء مكة كلها, ثم إلى نجد، ثم إلى يثرب فأضاءها، حتى أني لأنظر إلى البسر في النخل، قال: فاستيقظت، فقصصتها على أخي عمرو بن سعيد، وكان جزل الرأي، فقال: يا أخي! إن هذا الأمر يكون في بني عبد المطب، ألا ترى أنه خرج من حفيرة أبيهم؟ قال خالد: فإنه لما هداني الله به إلى الإسلام، قالت أم خالد: فأول من أسلم أبي، وذلك أنه ذكر رؤياه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا خالد! أنا والله ذلك النور، وأنا رسول الله، فقص عليه ما بعثه الله به، فأسلم خالد، وأسلم عمرٌو بعده. (٢)

أخبرنا عليّ بن محمد عن سعيد بن خالد وغيره عن صالح بن كيسان أن خالد بن سعيد قال: رأيت في المنام قبل مبعث النبي، - صلى الله عليه وسلم -، ظلمة غشيت مكة حتى ما أرى جبلًا ولا سهلا. ثم رأيت نورًا يخرج من زمزم مثل ضوء المصباح كلما ارتفع


(١) رواه البخاري.
(٢) الدارقطني في الأفراد وابن عساكر في تاريخ دمشق.

<<  <   >  >>