للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فترة الوحي]

روى بسنده عن عائشة، -رضي الله عنها-، أنها قالت بعد أن ذكرت قصة بدء الوحي: وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه، تبدى له جبريل فقال: يا محمَّد إنك رسول الله حقا، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك. (١)

[أول ما نزل على النبي (صلى الله عليه وسلم) من القرآن بعد فترة الوحي]

روى بسنده عن يحيى قال: سألت أبا سلمة أي القرآن أنزل أول؟ فقال يا أيها المدثر، فقلت: أنبئت أنه اقرأ باسم ربك الذي خلق، فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله أي القرآن أنزل أول؟ فقال: يا أيُّها المُدَّثِرُ، فقلت: أنْبِئتُ أنّه اقرأ باسمِ ربِّكَ، فقال: لا أخبرك إلا بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جاورت في حراء فلما قضيت جواري هبطت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض، فأتيت خديجة فقلت دثروني وصبوا علي ماءً باردًا، وأنزل علي: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}. (٢)

روى بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يُحدِّثُ عن فترة الوحي: فقال في حديثه: "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتًا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسيٍّ بين السماء والأرض فرُعِبْتُ منه فرجعتُ فقلت: زمِّلوني فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ} إلى قوله: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} فحميَ الوحي وتتابع" (٣)


(١) البخاري: ج ٩/ ٣٨ كتاب باب أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة.
(٢) البخاري: ج٦/ ٢٠١ كتاب التفسير سورة المدثر.
(٣) البخاري: ج ١/ ٤ باب كيف كان بدء الوحي إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <   >  >>