للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

(بُعِثَ مُوسى - صلى الله عليه وسلم - وهو يرعى غنمًا على أهلِهِ، وبُعِثْتُ أنا وأنا أرعى غنما لأهلي بِجِيَادٍ). (١)

عن أبي إسحاق، عن عبدة بن حزن النصري قال: (تفاخَر عِند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحاب الإبل وأصحاب الغنم، فقال أصحاب الإبل: وما أنتم يا رُعاة الشَّاءِ، هل تُحِبُّون شيئًا أو تصِيدُونَهُ؟ ما هيَ إلا شُوَيْهَاتٌ، أحَدُكُمْ يَرْعَاهَا ثُمَّ يَرْفَعُهَا، حتى أصْمَتُوهُمْ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: بُعِثَ داوُدُ وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وبُعِثَ مُوسى وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وبُعِثْتُ أَنَا وَأَرْعى غَنَمَ أَهْلي بأجيادَ، فَغَلَبَهُمْ أصْحَابُ الغَنَمِ).

عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَا بَعَثَ الله نَبيًا إلَّا رَاعيَ غَنَمٍ) قال له أصحابه: وأنت يا رسول الله! قال: (وَأَنَا). (٢)

[في سفره (صلى الله عليه وسلم) مرة ثانية إلى الشام]

وروي ابن سعد وابن السَّكن وأبو نُعَيم عن نفيسة بنت مُنْيَة قالت: لما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسًا وعشرين سنة وليس له. بمكة اسم إلا الأمين لما تكامل فيه من خصال الخير، قال له أبو طالب: يا ابن أخي أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وألحَّتْ علينا سنُون مُنْكرة وليست لنا مادة ولا تجارة، وهذه عيرُ قومك قد حضر خروجها إلى الشام وخديجة بنت خويلد تبعث رجالًا من قومك في عيراتها فيتْجرون لها في مالها ويصيبون منافع، فلو جئتها وعرضتَ نفسك عليها لأسرعتْ إليك وفضَّلتك على غيرك، لِمَا يبلغها عنك من طهارتك وإن كنت أكره أن تأتي الشامَ، وأخاف عليك من يهود، ولكن لا نجد من ذلك بُدَّا.


(١) أخرجه أحمد ٣/ ٩٦، ٤٢
(٢) انظر صحيح ابن ماجه للألباني ج ٢١٤٩

<<  <   >  >>