للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فضله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وفضل أمته قبل أن يخلقهم]

قال جَلَّ ثناؤه: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ...} (١).

[بشرت به الأنبياء قبل أن يبعث صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]

عن العرباض بن سارية -رضي الله عنه-، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني عند الله خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم عن ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يرين وإن أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأت حين وضعته نورًا أضاءت له قصورا الشام" (٢).

قوله: (لمنجدل: أي مطروح على وجه الأرض. صورة من طين، لم يجر فيه الروح بعد).

ودعوة إبراهيم -عليه السلام-: هي قوله تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٣).


(١) سورة الفتح (٢٩).
(٢) رواه أحمد وابن حبان والحاكم وغيرهم وسنده صحيح عند أحمد في طريق له، وله شواهد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وسيأتي، وعن أبي أمامه رواه الطيالسي رقم ٢٣١٥ وأحمدُ والطبراني.
(٣) سورة البقرة (١٢٩).

<<  <   >  >>