للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الأسد يفضخ رأس عتيبة بن أبي لهب]

روى بسنده عن هبَّار بن الأسود قال: كان أبو لهب وابنه عتيبة قد تجهَّزا إلى الشام وتجهزتُ معهما فقال ابنه عتيبة: والله لأنطلقنَّ إليه فلأُوذِيَنَّهُ في ربه، فانطلق حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد هو يكفر بالذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهم ابعث عليه كلبًا من كلابك" ثم انصرف عنه فرجع إليه فقال: أي بني ما قلت له؟ قال: كفرت بإلاهه الذي يعبد، قال: فماذا قال لك؟ قال: قال: "اللهمَّ ابعث عليه كلبًا من كلابك"، فقال: أي بني، واللهِ ما آمَنُ عليك دعوة محمد، قال: فسرنا حتى نزلنا الشَّراة وهي مَأسدةُ، فنزلنا إلى صومعة راهب، فقال: يا معشر العرب ما أنزلكم هذه البلاد وإنها مسرح الضَّيْغَمِ؟ فقال لنا أبو لهب: إنكم قد عرفتم حقي، قلنا: أجل يا أبا لهب، فقال: إن محمدًا قد دعا على ابني دعوةً، والله ما آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة، ثم افرشوا لابني عتيبة، ثم افرشوا حوله، قال: ففعلنا، جمعنا المتاع حتى ارتفع، ثم فرشنا له عليه، وفرشنا حوله، فبينا نحن حوله وأبو لهب معنا أسفل، وبات هو فوق المتاع، فجاء الأسد فشم وجوهنا، فلما لم يجد ما يريد تقبض ثم وثب، فهذا هو فوق المتاع، فجاء الأسد فشم وجهه، ثم هزمه هزمةً ففضخ رأسه، فقال: رأسي يا كلب، لم يقدر على غير ذلك، ووثبنا، فانطق الأسد وقد فضخ رأسه فقال له أبو لهب: قد عرفت والله ما كان لينفلت من دعوة محمدٍ. (١)

وروى بسنده عن ابن طاوس عن أبيه قال: لما تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} قال عتيبة بن أبي لهب: كفرت برب النجم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سلط الله عليك كلبًا من كلابه". قال: فحدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه: قال: خرج عتيبة مع أصحابه في عير إلى الشام حتى إذا كانوا بالشام فزأر الأسد، فجعلت فرائصه تُرعَدُ، فقيل له: من أي شيء ترعد؟ فوالله ما نحن


(١) دلائل أبي نعيم ج ٢/ ٥٨٥.

<<  <   >  >>